الجهاز التناسلي في الاسماك

الجهاز التناسلي في الاسماك.. النضج الجنسي والخصوبة في الاسماك

نتيجة بحث الصور عن الجهاز التناسلي في الاسماك


غالبا ما يرتبط الجهاز التناسلي بالجهاز البولي خاصة في الأسماك الغضروفية وبوجه عام يتكون الجهاز التناسلي من المناسل ( مبيضين في الإناث أو خصيتين في الذكور) والمجاري المنسلية (وعاء ناقل في الذكر أو قناة بيض في الأنثى) التي تفتح في الحلمة التناسلية إما منفصلة عن الفتحة البولية (في الأنثى) أو مشتركة معها (في الذكر) في الأسماك العظمية. وفي الأسماك الغضروفية مبيض واحد للإناث والمبايض يختلف حجمها باختلاف الحالة التناسلية إذ يزداد حجمها كثيرا جدا ويأخذ شكلا محببا كما يختلف لونها حسب درجة نضج البيض. ويزيد في الأسماك الغضروفية وجود كلابتين تشكلان كيس الزراق أمام المذرق في الذكور يستخدم في نقل السائل المنوي عند الجماع (السفاد).
النضج الجنسي في الاسماك: sexual maturity:
يقصد به في الأسماك العمر عند أول وضع للبيض بينما في الحيوانات الاخرى يعني العمر الذي عنده يصير الحيوان قادرا على التناسل والتكاثر. وتبلغ الأسماك جنسيا عند بلوغها طول معين. ويرجع صغر حجم الذكور البالغة عن الإناث أن الإناث لها غدد صماء أكبر من الذكور لتواجه بها إخراج المخزون الغذائي الكبير في جسمها (من جليكوجين وأحماض أمينية حرة ودهون وخلافه) إلى البيض، وقد يتطلب النضج الجنسي كذلك ارتفاع درجة الحرارة (كما في البلطي) لتبلغ على الأقل درجة حرارة الماء ٢٢م قبل بداية عملية التكاثر، إذ تؤدى درجة الحرارة إلى ارتفاع الاستروجين والأندروجينات في موسم تكاثر الإناث وارتفاع الأندروجينات في موسم تكاثر الذكور بالإضافة لارتفاع نسبة الجونادوترويين.
ويتطلب السالمون خفض مدة الإضاءة ليبدا في انتاج السبرمات. فيتأثر معدل النضج الجنسي بعوامل خارجية أهمها: التغذية ودرجة الحرارة وفترة الإضاءة وتيارات الماء، وعليه نجد أن:
1– الأسماك ذات معدل النمو الجيد تبلغ جنسيا مبكرا وفي حجم أصغر عن الاسماك متوسطة معدل النمو، بينما الأسماك فقيرة النمو تنضج جنسيا متأخرا.
2- عمر النضج الجنسي في العشائر يتباين لنفس النوع اعتمادا اساسيا على حجم السمك، وبالتالي على معدل النمو، فالأسماك ذات معدل النمو الأفضل مرات أكثر منه في الأسماك فقيرة النمو.
وتنتج الخصى الحيوانات المنوية بينما تنتج المبايض البيض. ومع الحيوانات المنوية تنتج افرازات من الأنابيب المنوية وتشكل معا السائل المنويMilt. ويختلف الحيوان المنوي شكلا باختلاف الانواع كما تختلف في تراكيبها الوراثية. ويتطور البيضي في المبايض ويحتوي المح (بروتين) والقطرات الزيتية (دهن) لتغذية الأجنة فيما بعد. وقد تكون أغشية البيض رقيقة في الأنواع التي تنال رعاية آبائها، بينما البيض الذى لا ترعاه الآباء يكون غلاف البيض متقرنا لحماية البيض من الجفاف إذا انجرف نحو الشاطئ. وبيض الأسماك البحرية عائم بينما بيض أسماك الأنهار غاطس، وهناك بيض طاف غير ملتصق وبيض آخر غاطس له قابلية للالتصاق. والبيض وإن كان معظمه دائري فيوجد بيض بيضاوي وبيض متطاول وقد يحمل محاليق لتثبيت البيض. ويتباين كثيرا حجم البيض بتباين الأنواع فبينما يوجد بيض ناضج قطره 0.7 مم فهناك بيض ناضج قطره ۳۰ مم.
كل نوع من الأسماك يختلف، ليس فقط في شكل ولون وتركيب ووضع المناسل، بل أيضا في العمر عند النضج الجنسي وفي عدد البيض وصفاته المختلفة، وعلى ذلك فلكل نوع طريقة في تناسله ينجح بها في الحفاظ على نوعه رغم الظروف البيئية المختلفة. فأسماك تضع آلاف البيض وأخرى تضع ملايين البيض، وعموما كلما زاد عدد البيض قل قطره، كما يتوقف عدد وحجم البيض على عمر السمك.
ورغم آن البلطي يبلغ (ينضج) جنسيا مبكرا عند عمر ۲-۳ اشهر للموزمبيقي، ۷ شهور للرنداللي، ثاني عام للاوريا، فهناك اسماك تنضج جنسيا في عمر ۷-۹ سنوات لذكور الحفش و 8-14 سنة لإناثه، حيث تعمر أسماك الحفش لأكثر من 60 سنة، وتضع الأنثى ما يزيد عن ٢ مليون بيضة تباع ككاشيار (لأنواع البحر الأسود).
أعلى: تطور بيض أسماك البليس Plaice يوضح جنين السمك والصفار الذى يتغذى عليه حتي الفقس.
اسفل: بيض سمك الكلب يوضح تطور الجنين، لاحظ المحاليق.
ويتوقف عمر النضج الجنسي على عوامل أهمها درجة الحرارة، إذ أن الجو البارد يؤخر النضج الجنسي، فمبروك الحشائش في مصر ينضج في عمر عامين، وفي المجر في عمر خمسة اعوام.
ولكل نوع من السمك موسم تكاثر مميز من حيث طول النهار ودرجة الحرارة ووفرة الغذاء وعوامل الماء والبيئة المختلفة الأخرى التي تنبه السمك للدخول في دورة تناسل. وقد تكون الدورة التناسلية على مدار العام كما في بعض انواع البلطي والقوابع، او مرة كل عامين او كل عام، او 1-2 دورة في العام (مبروك عادي)، أو كل 4 أسابيع (الجوبي). أو مرة واحدة في العمر في بعض الأنواع القليلة. ونفس النوع السمكي يختلف في عدد مرات وضع بيضه باختلاف الظروف البيئة، فالمبروك يضع مرة واحدة في المناطق المعتدلة (٢٤م صيفا، ٦.۳م شتاء، وعدد ساعات ضوء الشمس في الشتاء نصف ما الصيف) بينما يضع مرتين في السنة في المناطق الاستوائية. وتؤدى هذه المؤثرات المختلفة إلى تنبيه النخامية التي بدورها تنبه المناسل وتدخل في الدورة التناسلية مظهرة سلوكا تناسليا مميزا نتيجة استجابة الأسماك وانتحائها للجاذبية Geotaxis أو للضوءPhototaxis او للكهرباء Electrotaxis أو للالتصاق Thygmotaxis او للتيار Rheotaxis فتستجيب بصريا وکيماويا مظهرة إشارات وسلوكا اجتماعيا بين الجنسين ينتج عنه تزامن وضع السائل المنوي مع وضع البيض، أو يتم فيه التلقيح الداخلي (في الأسماك الغضروفية) وذلك بعد فترة استحضار أو غزل أو تجهيز عش لوضع البيض، وفي اثناء ذلك قد يتغير شكل ولون الذكر ليصير جذابا وقد تتطلق الأصوات وتتراقص الأسماك وتتقارب وتتماس وتحتك ببعضها كمقدمات للتزاوج.
وتمتاز بعض أنواع السمك برعاية أبوية  Parental careلبيضها وصغارها، سواء في إعداد العش وحمايته، او في حمل البيض المخصب في الفم او الخياشيم او حتى على الجسم. ومن وسائل الحماية ان تضع الاسماك بيضها الناضج في اكياس قرنية، والبعض الاخر يطلق عليها ولودViviparous لأنها تنضج البيض وتطوره داخلها اي يتم تحضينه داخل الاناث، وتخرج صغارها الحية بعد ذلك وذكور الاسماك الانبوبية وحصان البحر تحمل نتاجاتها. واسماك القرش الازرق الصغيرة تتغذى خلال مشيمة كيس المح بينما اسماك اخرى كقرش ماكو Mako تتغذى صغارها في الرحم على البيض غير المخصب.
والاسماك العظمية تضع عدد اكبر من البيض الاصغر حجما عما هو عليه في الاسماك الغضروفية. وعقب اخصاب البيض في الماء العذب يرسب أو يغوص على القاع والنباتات، بينما بيض الأسماك العظمية البحرية يطفوا على الهوائم. وعادة الأسماك البيوضة Oviparous عدد بيضها كثير وحجمه صغير وتلقيحه خارجي.
ومعظم الأسماك فيها الجنسان في فردين مختلفين «من كل شيء خلقنا زوجين» الذاريات: 49.
وإن وجدت أسماك مخنثة ينتج ذات الفرد كل من السائل المنوي والبيض، والذكور تحمل زوج كروموسومات مسئولة عن الجنس XY، بينما الإناث تحمل XX باستثناء أسماك الجامبوزيا التي تكون فيها الذكور متماثلة لكروموسومات ويشار في هذه الأسماك للكروموسومات بالرموز، W. وهناك من الأسماك ما يقوم بالإخصاب الذاتي، وأسماك خنثى بطبيعة نوعها، وأسماك خنثى في بعض الأنواع كحالات غير طبيعية، والفرق بين التلقيح الذاتي والخنثى أن الأولى تنضج مبايضها وخصيها في آن واحد بينما الخنثى بعضيها يكون ناضج المبايض مبكرا، والبعض الاخر ناضج الخصي مبكرا، اي تعمل بعضيها كذكور في حين يكون البعض الأخر إناثا وينقلب الوضع ثانية ..
ويتم التلقيح خارجيا بوضع الذكر سائله المنوي على بيض الإناث في الماء وذلك في الأسماك البياضة، أما في الأسماك الولودة فيتم فيها التلقيح داخلياً بجماع الجنسين معا في الأسماك الغضروفية وبعض الأسماك العظمية. وسواء كان التلقيح داخليا أو خارجيا فإن الحيوان المنوي يصل إلى البويضة ويخترقها وتتحد نواتهما فيما يسمى بالتلقيح. ثم ينغلق نقير البيضة المخصبة بامتصاص الماء وتبدأ الانقسامات في الجنين وتتميز أجهزته وأعضاؤه.
والتكاثر يأخذ شكلا مما يلي:
1- جنسي تزاوجي Bisexual في معظم الأسماك العظمية بتلقيح الحيوانات المنوية للذكور لبيض الاناث (خارجي آو داخلي).
٢- ذاتي Hermaphrodism بتلقيح داخلي لنفس الأفراد لاحتوائها أنسجة كلا النوعين من المناسل ( مبايض وخصي).
3- لا إخصابي Parthenogenesis وفيه ينشط الحيوان المنوي عملية نضج البيض والتبويض وينتج إناثا فقط وبدون اتحاد أمشاج، أي بدون تلقيح.
وقد ينقسم التكاثر بشكل آخر إلى:
1- تكاثر بالولادة Viviparous يتصل فيه الجنين بمشيمة أولية تتصل برحم الأنثى كما في بعض أنواع القروش.
٢- تكاثر ولادي بيضي Ovoviviparous وفيه تبقى البيضة المخصبة في الرحم دون اتصال مع جدار الأم.
3- تكاثر بيضي Oviparous بأن تضع الأنثى البيض الذى يخصب خارجيا وينمو خارج الأم، وهو النظام الأكثر شيوعا بين السمك.
ويتم الإخصاب فقط في وجود الماء، ويفقد الحيوان المنوي حركته في الماء بعد 0.5-2.0 دقيقة اي يصبح غير قادر على الاخصاب. ومعظم الاسماك في الماء العذب من واضعي البيض الذي ينمو تحت نظامين:
الأول: وهو الأكثر انتشارا، بأن يوضع البيض عشوائيا على مهد للتبويض Spawning beds ثم يلقح من ذكر أو أثنين، ويترك لينمو ويفقس بدون رعاية، لذلك تضع هذه الإناث أعداداً كبيرة من البيض (عدة آلاف كثيرة).
الثاني: تكون الذكور أعشاشا ممهدة للبيض، وتقوم على رعاية البيض وصغار الفقس، لذلك تضع الإناث في هذه الأنواع آلافا قليلة من البيض، إذ أن فرصة حياتها أكبر (مما في النظام الأول)، وقد تكون الرعاية في هذه الطريقة جزئية وقد تكون من الأنثى كذلك.
الخصوبة في الاسماك: Fecundity:
تعرف بأنها عدد البيض الناضج والجاهز في مبيض الأنثى للوضع وذلك قبل الوضع مباشرة. ويتوقف حجم القطيع لسنة ما على عدد البيض الموضوع أو عدد الأجنة، فالخصوبة محددة للإنتاجية. والخصوبة فردية ونسبية ونوعية، فالخصوبة الفردية individual fecundity أو المطلقة absolute تشير إلى عدد البيض للجيل لنفس السنة في المبايض أو المفروض وضعه في سنة. والخصوبة النسبية relative fecundityعبارة عن عدد البيض لكل وحدة وزن جسم للسمك. والخصوبة النوعية Specific fecundity تعنى عدد البيض الذى تضعه الأنثى من نوع معين خلال حياتها، والخصوبة للعشيرة Population fecundity تعنى مجموع البيض الذى تضعه إناث العشيرة في موسم وضع معين.
وقد يوضع البيض مرة واحدة أو على دفعات حسب الأنواع. وعليه فالخصوبة تعنى عدد البيض الناتج من الأنثى في السنة، وللأنواع عديدة الوضعSpawning في السنة فتعنى عدد مرات وضع البيض ومتوسط عدد البيض في كل مرة وضع. وإنتاج البيض يشير إلى وزن البيض أو المكافئ الحرارى للبيض الموضوع في السنة. وتقاس الخصوبة عادة بعدد البيض الموضوع، وعمليا تقاس بعدد البيض الناضج في المبيض مباشرة قبل وضعه على فرض أن البيض الناضج الممتص أو المستبقى عدده قليل. وترتبط الخصوبة بصفات الأم من طول ووزن وعمر، فهناك علاقة قوية بين الخصوبة والطول للسمك تمثلها العلاقة التالية:
F = a Lb
 log F = log a + b log L
 حيث F الخصوبة، L طول السمك. كما يؤثر وزن السمك (W) على خصوبته (F) بعلاقة خطية كذلك:
F = c wd
 log F = log c + d log W
حيث d، c، b، a ثوابت.
ويفضل لدقة هذا المقياس الأخير الاعتماد على وزن السمك بدون مبايض Somatic Weight حيث أن السمك زائد الخصوبة سيزن أكثر لو أخذ الوزن الكلى في الاعتبار بدلا من الوزن الجسدي بدون مبايض.
ويوثر عمر السمك كذلك على الخصوبة، وإن كان في معظم الأنواع تتأثر الخصوبة بكل من حجم وعمر السمك. ولتحديد تأثير العمر يجب استبعاد تأثير الحجم ( طول، وزن ) إحصائيا. وإذا جرى ذلك يكون تأثير العمر على الخصوبة ضئيلا أو معدوماً أو عاليا معنويا حسب نوع السمك.. ففي أنواع البلطي هناك اتجاها لخفض تكرارية وضع البيض بتقدم العمر نظرا لزيادة نسبة الأنسجة الضامة في المبيض مع خفض نسبة النسيج الجرثومي Germinal tissue. كما ينضج السمك جنسيا عند بلوغ طول معين (وربما محتوي دهني معين) وليس عمرا معينا.
اختلاف الخصوبة قد يعكس اختلافات حجم البيض فقد يزيد حجم البيض بنقص الخصوبة لكن ذلك يتوقف على نوع السمك وموسم التكاثر. وينسب حجم البيض لكل جرام وزن جسم سمك. الاختلافات داخل النوع في عدد البيض لكل جرام وزن جسم ترجع أساسا إلى حجم البيض. وفي بعض الأنواع توجد علاقة ارتباط موجب بين حجم البيض وحجم السمك. وتظهر الخصوبة اختلافات فردية وسنوية وجغرافية. فقد تنتج الإناث المتماثلة في الحجم إنتاجية بيض متباينة وقد يرجع ذلك للعمر والحجم البيض ويرجع أساسا للتأثيرات الوراثية والبيئية على الخصوبة. والاختلافات داخل السنة (الموسمية) في العشيرة ترجع أساسا للبيئة أكثر من رجوعها للتغييرات الوراثية. وقد سجلت اختلافات معنوية داخل العشيرة للإناث المتماثلة الحجم.
وسجلت خصوبة اسمال القرموط بحوالي 896- 4168 بيضة بمتوسط قدره 2084 بيضة / انثى. وفي أحد أنواع العائلة البورية Liza Subviridis بلغت ٤٠ - ١٤٥ ألف بيضة. وفي أحد القوابع Cuckoo ray بلغت الخصوبة ٩0 بيضة في السنة. ويرتبط حجم البيض بالنمو بعلاقة لوغاريتمية كما قد يرتبط مباشرة بمستوى التغذية، كما أن زيادة كثافة السمك تحد من تطور البيض بغض النظر عن ارتباطه بالتغذية أو عمر السمك، كما أن عرض مبايض الإناث في أول موسم تناسل من عشيرة منخفضة الكثافة (معدل التخزين) كان أعرض معنويا عنه في حالة زيادة كثافة العشيرة، ونفس الشيء بالنسبة لأبعاد المبيض الأخرى من طول وارتفاع، فقد تأثرت بكثافة السمك في المياه. وعموما فهناك ارتباط معنوي بين حجم المناسل ووزن المبايض وكذلك بين وزن المبايض ووزن الجسم الكلى. ولم يختلف معنويا الفرق بين الإناث في أول تناسل وتلك في ثاني تناسل لها بالنسبة للخصوبة أو حجم البيضة عند ثبات كثافة تخزين السمك في الماء، لكن خصوبة الإناث زادت في أول وثاني تناسل لها عند انخفاض كثافة التخزين عنه عند ارتفاع معدل التخزين.
وقد تظهر بعض الأسماك نوعا من العقم أو عدم تمام الخصوبة infertility ولو لفترة، فقد أظهرت دراسة مبايض المبروك الناضج جنسيا نوع من الامتصاص البطيء أدى إلى عقم تام لثلاثة مواسم وضع بيض على الأقل.
والعوامل المحددة للخصوبة يمكن إيجازها فيما يلى:
1- الغذاء:
أهم عامل بيئي يحدد الخصوبة، وعليه تزيد الخصوبة بزيادة حجم السمك أي بتحسين تغذية السمك فتنمو لحجم أكبر لتكون أكبر إنتاجية تناسلية عن الأسماك فقيرة التغذية. فوفرة الغذاء ترتبط بزيادة الخصوبة والطاقة / جرام مادة جافة من البيض لكن ليس بوزن البيضة والطاقة / بيضة أو وزن الجنين. وانخفاض الخصوبة ربما يرتبط بنقص العلف كمية أو نوعا. كثافة الإناث العالية تؤدى إلى نقص الوزن الكلى للبيض وخفض الخصوبة لكن البيض أكبر حجما (عنه في حالة الكثافة المنخفضة للإناث) وذلك لعدم وفرة الغذاء للارتباط السالب بين الكثافة للقطيع ووفرة الغذاء.
وفي حالة نقص طاقة الغذاء يحدث نوع من الاتزان بين النمو الجسمي والجنسي. ولم يكن لمستوى العليقة تأثير على حجم المبيض، وربما يعمل الكبد كمنظم بين المبيض والجسم، لذلك تظل المبايض تنمو حتى مع انخفاض الطاقة المستهلكة لبعض أنواع السمك، إذ تستمد طاقة نمو المبيض من مخزون الجسم لانخفاض استهلاك الغذاء شتاء. لكن ارتفاع معدل استهلاك الغذاء قبل موسم التناسل يؤدى إلى أن تبدأ الأنثى تناسلها في حجم كبير، وبالتالي تزداد خصوبتها في كل مرة وضع بيض، ثم يؤثر الغذاء في اثناء موسم التناسل على كل من عدد البيض / وضع، وكذلك على عدد مرات الوضع ووزن البيض (الجاف).
2- درجة الحرارة:
تؤثر على معدل نضج المبايض لكنها قد لا تؤثر على الإنتاجية التناسلية أو الخصوية رغم أنه في بعض الأنواع توجد علاقة ارتباط سلبى ما بين درجة حرارة الماء والخصوبة. وانخفاض درجة الحرارة في اثناء وضع البيض قد يؤدي الى نقص عدد البيض الموضوع. فالحرارة يختلف تأثيرها باختلاف اطوار دورة المبيض. ولما كان معدل استهلاك الغذاء مرتبطا بدرجة الحرارة فان انخفاض درجة الحرارة ربما يخفض من الخصوبة لنقص استهلاك الغذاء.
3- الضوء:
يتحكم في نضج المبايض الا انه قد لا يؤثر على خصوبة العشائر الطبيعية، الا انه تحت الظروف التجريبية فالتحكم في فترة الاضاءة يمكنها قصر او اطالة موسم التناسل.
4- عوامل اخرى:
كالإصابة بالطفيليات والملوثات البيئية والتي تخفض بعضها من الخصوبة وتثبط نضج المبايض. واسلوب التكاثر ذاته، فاسماك الحفش تصل نسبة حيوية افرادها حتى دور البلوغ اقل من 0.01%، فالأسماك غير الحارسة لبيضها تجعله يتعرض للتيارات المائية والتقلبات المختلفة فيهلك معظمة ومحصلة ذلك انخفاض الخصوبة للنوع. وتزيد الخصوبة الفردية بزيادة حجم السمك. وتقل الخصوبة في الانواع التي تتغذى على بيضها.
مجهود التناسل: Reproductive Effort:
يعبر عنه بمحتوى طاقة البيض بالنسبة محتوى طاقة العلف المستهلك في الفترة بين مرتين وضع بيض، وذلك كنسبة مئوية، وقد يطلق عليها كذلك الكفاءة الكلية لإنتاج البيض. وطاقة البيض في المتوسط 23.48 كيلو جول/ جم بيض مادة جافة. وهناك ارتباط موجب بين مجهود التناسل وعدد البيض لكل وضع. وهناك علاقة عكسية بين معدل النمو ومجهود التناسل، علما بان معدل النمو يرتبط ايجابيا مع العليقة وسلبيا مع وزن الجسم.
ويتطلب نسيج الخصى طاقة اكبر لإنتاجه عما تتطلبة انسجة المبيض في بعض الانواع والعكس صحيح في انواع اخرى.
وتوجد علاقة بين معدل بناء البروتين في خلايا الكبد والحالة التناسلية، اذ كانت اعلى في الاناث الناضجة في موسم التناسل بمعدل 50% عنه في الاناث غير الناضجة والذكور، مما يؤدي لفروق في الاستفادة من الطاقة الميتابوليزمية. وتوجد اختلافات موسمية في معدلات الميتابوليزم (لا تعتمد على درجة الحرارة) في عديد من الانواع السمكية مع اعلى معدل ميتابوليزم على مدار العام يلاحظ في اثناء فترة التناسل، نظرا لتكوين السبرمات والبويضات.
وبتقدم العمر يزيد حجم السمك، وتختلف نسبة الاحماض الامينية في الانسجة المختلفة، فأثناء نضج المناسل تنخفض نسبة البرولين والجليسين المكونين بنسبة كبيرة للكولاجين في الانسجة الضامة وذلك لزيادة حجم الخلايا الجرثومية فتنخفض نسبة النسيج الضام في المناسل. والليسين والهستيدين والارجنين تزيد في التركيز في الخصى، بينما يزيد الليسين والايزوليسين في كلا الجنسين.
يقل محتوى الدهون في المبيض في مرحلة اكتمال التبويض، بينما تظهر الانسجة الاخرى زيادة معنوية في المحتوى الدهني، ومرة اخرى يزيد المبيض في محتواه الدهني زيادة معنوية في مرحلة عدم النضج عقب مرحلة اكتمال التبويض بينما يظهر النسيج الدهني نقصا معنويا. وبزيادة حجم البيض (لزيادة حجم السمك) يزداد محتواه من الدهن، بينما بيض السمك الاصغر طولا وحجما يكون اقل وزنا واحتواء على المادة الجافة والدهون والازوت.
وينخفض محتوى الزنك في بيض السمك منخفض نسبة الفقس. وهناك تداخلات ما بين حمض الاسكوربيك والمعادن النادرة في اثناء دورة التناسل في السمك بما يؤثر على حيوية البيض. فيرتبط تركيز حمض الاسكوربيك في المبايض بدورة التناسل فيزيد خلال النمو المبكر للمبيض وتكوين بروتين البيض Vitellogenin (من الكبد) يليه انخفاض في نهاية المراحل قبل التبويض. فيبلغ تركيز القيتامين في بيض المبروك ما بين 92 و 203 ميكروجرام/ جم وزن رطب وفي البكلا (القد) 80-530 ميكروجرام/ جم مما قد يجعل له دورا في تخليق وتنظيم هرمونات الجنس والنضج الجنسي لاناث الاسماك. وتركيز الفيتامين في الخصى اقل مما هو في المبيض، فهو في خصى المبروك 62 ميكروجرام/ جم وفي خصي البكلا 5-10 ميكروجرام/ جم. والبيض جيد الفقس يحتوي حمض اسكوربيك بتركيز اعلى من البيض فقير الفقس، وهذا راجع لتغذية الامهات، مما يشير الى تأثير الفيتامين على انقسام جنين السمك. وقد وجد ارتباط شديد بين تركيز حمض الاسكوربيك وتركيزات الحديد والزنك في المبيض خلال تطور المبيض مما يؤدي للاعتقاد في قيام الحديد والزنك بدون وظيفي بيولوجي في المبيض للسمك مرتبطا بحمض الاسكوربيك. وبالتبويض ينخفض محتوى المبيض من حمض الاسكوربيك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أسماك الزيبرا دانيو وطرق تفريخها

                           أسماك الزيبرا دانيو وطرق تفريخها أسماك الزيبرا من الأسماك الصغيرة الحجم سهلة التربية والتى لا تحتاج الى ...

المشاركات الشائعة