الاستزراع السمكي في الاقفاص

اقفاص الاسماك
الاستزراع السمكي في اقفاص يعني تربية الإصبعيات حتي وزن التسويق في حيز مغلق من جميع الجوانب ويسمح الحيز بحركة المياه إلي ومن الأقفاص.
ومميزات الأقفاص هي:
1- لا تتطلب مقننات مائية إضافية بل تستغل أي جسم مائي طبيعي عذب أو مالح.
٢- لا تتطلب أراضي لإقامتها فهي أقل احتياجا لرأس المال عن الأحواض.
3- سهلة النقل من جسم إلي آخر.
4- يمكن آن يربي بها اكثر من نوع سمكي.
5- أحد نظم الإنتاج المكثف، إذ ينتج 50 ضعف ما تنتجه نفس المساحة من الأحواض الأرضية، مع عدم الاحتياج إلي عمالة كثيرة.
٦- سهولة الملاحظة (للأسماك) اليومية والرعاية والتغذية.
7- حماية الأسماك من الأعداء الطبيعية (طيور، مفترسات ، ضفادع ...) والسرقة.
٨- سهولة جمع السمك وتسويقه حي مما يدر ربحا أكبر.
۹- وسيلة التحكم في تكاثر البلطي.
10- وسيلة لتربية السمك في الأجسام المائية صعبة الصيد فيها لطبيعة أرضها.
والأقفاص السمكية تتشابه مع السياجات والحظائر فهي زراعة سمك علي الماء خلافا للأحواض والمجاري والحفر التي يزرع فيها السمك علي الأرض ، بغض النظر عن الفروق في المساحات والبناء بين النظم المختلفة. والأقفاص تبدأ أحجامها من 1 م3 إلي 5000 م3 وهي إحدى أرخص طرق الإنتاج المكثف للسمك، وقد تكون الأقفاص عائمة علي السطح أو مثبتة علي الشاطئ أو مثبتة بالقاع، والأكثر انتشارا هي الأقفاص الشبكية العائمة علي السطح Surface Floating net Cages والتي يختلف شكل هياكلها ومواد صناعتها وشباكها واتساع فتحاتها ومدي احتوائها علي عوامات من عدمه.
وتختلف الخامات المصنوعة منها الأقفاص حسب الخامات المتاحة ورأس المال المستثمر، فقد تكون الهياكل من الخشب الماهوجني والبامبو أو المواسير المعدنية والزوايا بعد طلائها بموانع الصدأ، ومواد الطفو تكون من المواسير البلاستيك أو الفيبر جلاس أو البراميل الفارغة بعد دهانها أو الاستريو فورم، شبال نايلون، وتصنع الاقفاص من هياكل (براويز) وعليها مشايات تحتها وسائل الطفو، و علي البرواز حلقات لتثبيت الشبكة عليها بخطاطيف، وعلي جوانب الأقفاص حلقات لتثبيت الأقفاص عند منسوب ماء مناسب بالحبال والهلب، وقد يصمم غطاء للقفص من 3 ضلف لعدم السرقة وعدم قفز السمك. والشبكة الخارجية ماج 3٠ (أي 3٠ عين / 50 سم طولي) والشبكة الداخلية ماج 40 ولتثبيت الشبكة في وضعها الطبيعي تستخدم أثقال من الحجارة أو أكياس رمل بعمق أقل من عمق الشبكة بحوالي 10 سم لعدم تمزيقها. ويوضع القفص علي ارتفاع 0.5 - ۲ م من القاع لتجنب نقص الأوكسجين الحادث في هذه المنطقة لتراكم الفضلات ويجب أن يكون القفص طافيا حوالي 15 سم فوق سطح الماء ليسهل متابعة السمك.
اصول زراعة الاقفاص The origins of cage culture
أول استخدام للأقفاص السمكية كان كوسيلة لحبس السمك مؤقتا حتي يتم صيد كمية كافية لعمل رحلة التسويق، أي كان كمصيدة سمك مطورة، ثم استخدام للتكاثر في السمك، ومازال الشكل البدائي للأقفاص موجود في مالاوي إذ يقضي الصياد عدة أيام في الصيد قبل نقل صيده إلي أماكن تجميعها بالقوارب، كما آن صناديق السمك المستخدمة في حفظ الجمبري الضخم (كركد ن) lobsters تعتبر أقفاص.
ومزارع الأقفاص الحقيقية تأوي الكائنات المائية لمدة طويلة، خلالها تزيد في الوزن ، فقد تم تطويرها كثيرا في عديد من دول جنوب شرق أسيا. ففي كامبوديا تستخدم الأقفاص العائمة Floating Cages منذ نهاية القرن الماضي. فقد زرعت أسماك رؤوس الثعباني Snake headsوالقراميط والجوبي Marble headed gobies في اقفاص من الخشب او البامبو Bamboo وغذيت على مخلوط كنسه مطابخ وعفاشة سمك. وتسحب الأقفاص خلف القوارب، أو تثبت في الجسم المائي ليكون نوعا من القوارب. وفي القرن الحالي أنتشر هذا النوع من مزارع الأقفاص لمعظم دول جنوب شرق أسيا.
وتنتشر مزارع الأقفاص المبنية من مواد طبيعية والتي تغذي فيها الأسماك طبيعيا أو علي مخلفات الأعلاف في الهند والصين الهندية وإندونيسيا وفيتنام وكمبوديا، إلا أن الأقفاص الحديثة تستخدم فيها مواد الشباك أو السلوك الشبكية المخلقة من المعادن والمبلمرات المخلقة، رغم استمرار استخدام الخشب في كثير من التصميمات. وهذه الاقفاص الحديثة بدأت في اليابان في اوائل الخمسينات، ثم في النرويج في أول الستينيات، واسكتلندا ١٩٦5.
اختيار موقع الأقفاص Site Selection
يتوقف عليه أربحية المزرعة، إذ يؤثر علي التركيبات وأسعارها، والإنتاج والنفوق. وعوامل اختيار الموقع ثلاثة وهي:
1- عوامل متعلقة بالظروف الطبيعية والكيماوية، والتي تحدد إذا ما كان يحتملها نوع السمك المستزرع، وهي الحرارة، والملوحة، والأوكسجين، والتيارات ، وتبادل الماء ، التلوث، الغزو الطحلبي، والكائنات المرضية، والأقذار ، والعكارة.
۲- عوامل متعلقة بتركيب القفص، كالعمق ووجود مظلات، ومادة القفص، والطقس.
3- عوامل تؤثر في استمرارية المزرعة وأربحيتها، مثل وفرة الزريعة وموقف المزرعة من شرعيتها أو قانونيتها، واقترابها من السوق وأمانها، واعتبارات اقتصادية واجتماعية من وفرة الغذاء والعمالة وهذه العوامل تحددها الدراسات والخبرات، بجانب عمل دراسات مسح، وتحاليل عينات ماء، والتحدث مع المواطنين عن الظروف الجوية ومدي التلوث والتيارات السامة وغيرها.
أولاً: العوامل البيئية للكائنات المستزرعة Environmental criteria for the cultured Organisms
1- جودة المياه Water Quality
أ- الحرارة والملوحة Temperature and Salinity
مزرعة الأقفاص المثالية ينبغي أن يتوفر لها ماء جيد النوعية، بمعني ألا يكون ملوثا بالنفايات الصناعية السامة كالأمونيا، والنيترات، والمعادن السامة الثقيلة، والمركبات الفينولية، بل أن يكون الماء كذلك موافق النوع السمك المستزرع من حيث حموضته، حرارته ، أوكسجينه، وملوحته.
ويجب وضع أقفاص السمك في الأماكن ذات درجة الحرارة المناسبة، إذ تتوقف درجة الحرارة علي الموقع الجغرافي، وإمداد الماء ونوعه، تصميم النظام وغيره.
ب- الأوكسجين Oxygen
تحتاج الكائنات الراقية إلي الأوكسجين لإنتاج الطاقة اللازمة للوظائف الأساسية للكائن ذاته وأنشطته، ويتوقف احتياج الأوكسجين علي نوع السمك وحجمه ومرحلة نموه، وكذلك علي العوامل البيئية كدرجة الحرارة. وإذا انحرف إمداد الأوكسجين عن الحد الأمثل تأثر كل من التغذية، التحويل الغذائي، النمو، والصحة، وإذا زاد النمو للطحالب بكثرة فيزيد الأوكسجين الذائب عن حد التشبع نهاراً بينما ينخفض عن حد التشبع ليلا، فيكون أقصاه بعد الظهر وأدناه قبل الفجر، بفارق كبير يصل 7-٨ أجزاء في المليون مما يشكل ضغطا كبيرا للسمك في المزارع عالية الإنتاجية، وخاصة في شهور الدفاء في المناطق ذات التيارات الغذائية العالية، أو المناطق المحوطة غير المتحركة. وقد تنشأ مشاكل خطيرة من ازدهار الطحالب للتغييرات المفاجئة في الظروف الجوية فتؤثر علي الضوء والحرارة أو انعدام أحد المغذيات، وفي أثناء الهدم المتعاقب تتنفس الميكروبات وتزيل المزيد من الأوكسجين أو تسحبه كلية مما يؤدي إلي قتل السمك.
كما أن الأوكسجين الذائب يتأثر كذلك باللافقاريات الأرضية Benthos ، فقد لوحظ أن زيادة المخلفات المرتبطة بالإنتاج المكثف للسمك في أقفاص تزيد من إزالة الأوكسجين الذائب ( بواسطة عشائر اللافقاريات والميكروبات القاعية) من ماء القاع فيقل الأوكسجين الذائب من حول الأقفاص. وبالنسبة لأهمية الأوكسجين المستهلك بواسطة الفضلات المترسبة، فما زالت الأبحاث في بدايتها في هذا المجال.
وتؤدي زيادة تشبع الماء بالغازات (أوكسجين، نيتروجين) بفعل تيارات محطات القوي الحرارية إلي زيادة نفوق السمك في عديد من الأنواع المربأة في اقفاص قرب هذه المحطات وذلك من جراء مرض فقاقيع الغاز Gas Bubble Disease  ويفيد في هذه الحالة تغطيس الأقفاص لخفض نسبة النفوق، اذا يقل التشبع بالغاز بمعدل ۱۰ ٪ لكل متر عمق زيادة نتيجة الضغط الهيدروستاتيكي.
لذا وجب تجنب الأماكن التي تزيد فيها نمو الطحالب أو يقل فيها الأوكسجين في فترات، ويفضل الأماكن ذات التيار الجيد في القاع والذي يشتت فضلات الترسيب (وإن كان ذلك لا يتوفر في المياه الداخلية الضحلة التي تكون تياراتها عموما ضعيفة). ولا يتوقف امداد الأوكسجين لأسماك الاقفاص علي تركيز الأوكسجين الذائب فقط، بل كذلك علي تبادل الماء خلال شباك القفص.
جـ - درجة الحموضة PH
ان PH الماء المالح ليس فيه مشكلة، لكن يجب العناية بالماء العذب لما يطرأ عليه من تغييرات ملموسة سواء موسمية أو يومية diurnal. وفي الإنتاج المكثف وزيادة إنتاج الهوائم النباتية التي تنتج الأوكسجين ببنائها الضوئي فتؤدي إلي رفع قيمة الـ pH، خاصة في الصيف وعندها تكون سمية الأمونيا مشكلة في هذا الوقت.
د- العكارة Turbidity
تسببها المواد الصلبة العضوية وغير العضوية المعلقة في عمود الماء نتيجة تفتت التربة ومخلفات المناجم وتيارات الصرف والمجاري ومخلفات مصانع الورق وغيرها من المخلفات الصناعية وبعض هذه المواد الصلبة العالقة لها تأثيرات سامة (كالمعادن وأملاحها)، وبعضها (كالمخلفات العضوية) يستنفذ الأوكسجين في أثناء التكسير الميكروبي، والطحالب البلانكتومية مواد عضوية عالقة كذلك.
وتختلف كمية ونوعية المادة العالقة في عمود الماء حسب حركة الماء التي تنقل وتجزئ وتحور خواص المواد الصلبة. وتترسب الجزيئات الكبيرة طبقا لكثافتها أسرع من الجزيئات الصغيرة الأقل كثافة. وتمنع تيارات الماء من ترسيب الجزيئات بل تعيد تعليق المواد المرسبة بالفعل.
لذا ينصح باختيار مواقع للأقفاص السمكية يتجنب فيها حدوث مستويات عكارة عالية، وهذا لا يمكن تجنبه في الأنهار حيث تتواجد عدة الاف من الملليجرامات في اللتر كجوامد عالقة تحدث في أوقات الفيضانات. ولا يغفل ان مزارع الأقفاص السمكية ذاتها تعد مصدرا للجوامد العالقة.
هـ- التلوث Pollution
يقصد به إدخال الإنسان موادا أو منتجات ضارة للبيئة تسبب مخاطر لصحة الإنسان وتضر بالموارد الحية وانظمة التأثيرات البيئة، وتتلف التركيب أو العذوبة، أو تتداخل مع الاستخدامات الصحيحة للبيئة. فبالنسبة لمزارع الأقفاص السمكية، يمكن للتلوث أن يتلف تركيب الأقفاص، كما يضر بالسمك المستزرع أو غذائه، أو يتراكم في السمك للحد الذي يصبح ساماً للإنسان عند تناوله في أكله. وتتعدد الملوثات في البيئة المائية، وقد أحصيت في الماء العذب بحوالي 1500 علي الأقل، وهذه تتطلب كثيرا من العينات وعديد من الطرق المعملية للتحليل للكشف عن عديد من هذه المركبات. ويجب خفض أخطار الملوثات بوضع الأقفاص السمكية بقدر الإمكان بعيدا عن المشاريع الصناعية الكبيرة. ومما يؤسف له أن تجنب التلوث من غير الممكن، لزحف المشاريع الخاصة بمزارع الأسماك بجوار المصانع شديدة الأثر الملوث بعد المنافسة العالمية علي موارد الثروة السمكية:
٢- ازدهار الهوائم النباتية Phytoplankton bloom
يشير إلي وجود وقتي لعشائر كبيرة من الطحالب الهائمة في الماء العذب والمالح والذي يحدث عندما تسود الظروف المواتية كزيادة مستوي الإضاءة والمغذيات ودرجة حرارة الماء، وهذه التيارات الطحلبية تؤثر علي السمك بإتلافها وإعاقتها للخياشيم وباستهلاكها للأوكسجين الذائب ليلا وعديد من أنواع الهوائم النباتية تكسب السمك طعما عفنا أو زنخا، وبعضها سام وقاتل لعديد من الكائنات المائية، أو تتراكم في أنسجتها لتصبح قاتلة للإنسان عند تغذيته عليها.
3- الامراض Diseases
قد تكون مستوطنة قبل إنشاء المزرعة، أو قد تنتشر بعد إنشاء المزرعة، والماء الملوث عضوياً يحتوي علي مسببات الأمراض أكثر من الماء غير الملوث. فمرض الدمل الأحمر Red-boil disease تحدثه بكتريا Vibrio parahaemolyticus التي تتواجد بوفرة في الماء الملوث بالمجاري، ويؤدي المرض إلي نفوق حتي ۹۰ ٪ من قطيع السمك في الاقفاص.
ومرض التسمم الدموي النزفي Haemorrhagic Septicemia من امراض المبروك المستزرع في الماء العذب وتسببه Aeromonas punctata في المناطق الاستوائية. فالمرض يسببه التلوث العضوي، أو التلوث بمسبب المرض، أو كثرة الغذاء العضوي الذي تتغذي عليه كذلك مسببات الأمراض، أو قد ينتقل من الأسماك البرية المستزرعة، أو من الطيور المائية.
لذا يجب البعد عن الأماكن الملوثة والارتفاع بالأقفاص السمكية عن قاع الجسم المائي والبعد بها عن أماكن القواقع، ومعالجة الصرف الصحي قبل ضخه في المجاري المائية.
4- تبادل الماء Water exchange
التبادل الجيد للماء، أو الغسيل، شيء أساسي لعملية الزراعة المكثفة في أقفاص لتقليل المشاكل التي تسببها المخلفات، وتبادل الماء يتوقف علي التيارات، رغم تعقد الصورة بتأثير الملوحة والحرارة والطبغرافية. وفي أقفاص الماء المالح في الماء المفتوح (العميق) نسبياً لا تكون هناك مشكلة، إذ يتجدد الماء بسرعة وبدون تحديد. لكن وضع الاقفاص في بحيرات يعقد من تبادل الماء لمحدودية (او عدم) حركته وفي الماء العذب الضحل يتوقف زمن تغيير الماء او معدل الغسيل على حجم الجسم المائي.
ويحدد زمن غسيل القفص في البحر أو البحيرة (T) بعمق القفص (D) وارتفاع المد (H) حيث أن:
 T = 12.5D/H
بينما في الماء العذب الضحل فإن وقت تغيير الماء أو معدل الغسيل (P) يتحدد بحجم الجسم المائي (V) وحجم الماء السنوي المار من جسم الماء (Qo)، حيث أن:
 P = Qo / V
5- التلف والاوساخ Fouling
تلف الأقفاص الشبكية يقلل من حجم فتحاتها ويزيد من مساحة سطوحها، فيقل تدفق الماء خلال الأقفاص، ويقل معدل الأمداد بالأوكسجين، ويقل معدل إزالة نواتج الميتابوليزم والتي تضر بالسمك. وتؤدي زيادة المقاومة لتدفق الماء إلي إتلاف الشبكة، وقلة حجم القفص، والضغط علي تركيب القفص والمرسي وزيادة الوزن نتيجة الأوساخ علي الشبكة تؤدي إلي تلفها وصعوبة تغييرها واستهلاك الوقت.
وهناك مئات النباتات والحيوانات التي تسبب التلف والأوساخ، فبعضها من الرخويات (MarteSia StriataMoluscs يمكنها إتلاف الهيكل الخشبي بثقبه، وبعضها من الرخويات والطحالب وغيرها تعلق بشباك الأقفاص بعد غمسها في الماء بشهرين فقط، وتنمو مستعمرات من كائنات مختلفة علي الأجزاء الشبكية من الألياف الصناعية والبامبو وبراميل الزيت أكثر من نموها علي الأجزاء المجلفنة من الأقفاص.
ويتوقف حجم وانتشار المستعمرات هذه علي درجة الحرارة وإنتاجية البيئة، فيزيد معدل نموها وإتلافها في المناطق الدافئة، وعند التيارات الحرارية، وفي المناطق منخفضة التيارات، كما يزيد التلف والأوساخ عند انخفاض تيارات المد عن 25 سم / ثانية. ويقل نمو كائنات هذه المستعمرات بالملوحة المنخفضة. وقد تزيد كائنات التلف هذه في الماء الشروب عنها في الماء المالح. وتعتبر الطحالب هي الكائنات الرئيسية المسئولة عن تلف الأقفاص في المياه العذبة ، وخاصة يزيد نموها في الأجزاء العليا من القفص لزيادة مستوي الإضاعة.
ثانياً : المقاييس البيئية للأقفاص Environmental Criteria For Cages
1- الطقس Weather
يحدد الطقس ملاءمة جهة أو منطقة معينة لمزارع الأقفاص السمكية، من خلال تأثيره علي تركيب القفص وعلي السمك. ومن المهم خصوصاً العواصف العنيفة وظروف البرد القارص. وتنقسم عواصف خطوط العرض الاستوائية حسب شدتها الي:
أ- أعاصير استوائية: قوة الرياح اكبر من ١٢ (33 م / ث).
ب- عواصف استوائية شديدة: قوة الرياح ۱۰ - ۱۱ ( 24- ۳۲ م / اث).
ح- عواصف استوائية متوسطة: قوة الرياح ۸- ۹ (۱۷ - ۲۳ م / اث).
د- انخفاضات استوائية: سرعة الرياح أقل من قوة ٨ ( 1V م / ث).
واشدها الأعاصير التي يصاحبها امطار متدفقة، وتحدث اساسا بين خطي عرض 30.5 ، وتسمي مسميات مختلفة باختلاف المناطق، وتعيق انتشار مزارع أقفاص السمك ، ففي الفلبين مثلا لا توجد مزارع حظائر أو أقفاص تجارية في الماء المالح لصعوبة طقس شواطئها، بينما في اماكن آخري كاليابان تعلم مربو أسماك الأقفاص أن يعيشوا في ظل هذه المشاكل ويتقبلوا الخسائر الفجائية، وقد يستخدموا حواجز لكسر الأمواج لخفض حدة المشاكل المؤدية لفقد الأقفاص وخرابها.
وتؤدي الثلوج في مناطق اخرى الى استحالة زراعة السمك في اقفاص، لاستمرار وجود الثلج، وبرودة الماء بشدة تميت الأسماك. وإن أفادت الأقفاص الغاطسة في أماكن باردة آخري لتجنبها برودة الماء السطحي وتجمده.
2- حماية Shelter
تتطلب الإنشاءات في الماء إلي حماية من هجمات الأمواج عند تلاقي سطح الماء بالهواء، وتتعدد أنواع الأمواج باختلاف أصلها وشكلها وسرعتها، وأهما بالنسبة لأقفاص السمك هي التي تولدها الرياح. ويتوقف حجم الأمواج التي تولدها الرياح علي سرعة الرياح ومدة هبوبها والمسافة في الماء المفتوح التي تهب الرياح عبرها. وعندما تتحرك الامواج بعيدا عن منطقة توليدها تتحور وتتلاطم. وتفقد الامواج القصيرة طاقتها بسرعة وتموت بالتدريج لانهيار ارتفاعها تدريجيا. ويزيد ارتفاع الموج بزيادة سرعة الرياح. لذا وجب التنبؤ بخواص الأمواج في أماكن إقامة الأقفاص، وذلك بحصر معلومات لمدد طويلة عن تكرار واتجاه الرياح السطحية وسرعتها وذلك من محطات الارصاد الجوية.
وتحسب سرعة الرياح المضبوطة (W) من سرعة الرياح التي تسجلها السفن بالعقدة (WS) حيث:
 W = 2.16 Ws0.777
أو تحسب بالمتر/ ث حيث (W = U ):
UA= 0.71 U 1.23
ظروف البحار من سرعة الرياح وارتفاع الأمواج:
هذا ومن المهم كذلك حساب عمق الماء لأهميته في التنبؤ بخواص الأمواج، كما يحسب ارتفاع الأمواج، ومدة الرياح، والضغط الجوي لأهميته في حساب ارتفاع الأمواج، وذلك لتصميم الأقفاص واختيار مواقعها المقاومة لظروف الطقس.
3- التيارات Currents
التيارات أو تبادل الماء هام لتوفير الأوكسجين وإزالة الفضلات والامداد بالغذاء في الرعاية غير المكثفة إلا أن شدة التيارات تشكل أعباء متحركة إضافية علي الأقفاص ودعاماتها ومرساها، مما يؤثر علي سلوك السمك وفقدان الغذاء من المزارع المكثفة ونصف المكثفة. كما لوحظ أن ارتفاع معدل تدفق الماء يؤدي إلي تشوهات هيكلية للمبروك المربي في أقفاص. وفي البحر المتوسط ومعظم المناطق الشاطئية في العالم، نجد أن تيارات المد هي أهم مصادر تيارات الماء السطحي. وتيارات المد والجزر تنشأ من قوي القمر والشمس علي الأرض، وأمواج المد والجزر أطوالها كبيرة جدا. ومع ارتفاع وانخفاض المد والجزر فهناك حركات أفقية للماء أو تيارات المد. وبتأثير دوران الأرض ينتج تيار مد دوراني. وتتراوح سرعة التيار في المناطق الساحلية البحرية من صفر إلي ما يزيد عن 250 سم / ث في بعض المناطق كاملة التدفق. وبزيادة سرعة التيار تزيد تكاليف تركيبات الأقفاص والمراسي التي تقاوم هذه السرعة. ويزيد الإنتاج كذلك بزيادة سرعة تيار المد لإمكانية زيادة معدل التخزين، وعموما فإنه عند نقطة محددة من تلف تركيب الأقفاص التي تسبب انخفاض في حجم تركيبات الشبكة المرنة لحد غير مقبول، وتفقد الأسماك كثير من طاقتها فيتأثر الانتاج عكسيا. ويفضل مدي تيارات المد والجزر في حدود ۱۰-60 سم / ث.
وفي الأنهار والقنوات تزرع الأسماك في أقفاص رغم انخفاض معدل تدفق الماء، وحتي في قنوات الري التي لا يزيد عمقها عن ۳5 سم و سرعة التيار فيها حوالي ۱۰ سم / ث.
رغم أنه في كثير من الأنهار الاستوائية تزيد سرعة التيار بشدة في أثناء الفيضانات، ورغم ذلك تقاوم الأقفاص هذه الظروف.
4- العمق Depth
ينبغي تغطية الأقفاص أو معظم ارتفاعها بالماء معظم فترة الزراعة. وانخفاض مستوي الماء يخفض من حجم القفص، ويزيد من معدل التخزين، ويخفض من جودة الماء.
وتستخدم الأقفاص الثابتة في المناطق الضحلة من البحيرات والخزانات والأنهار، حيث لا يزيد العمق فيها عن حوالي ۸ م بينما تستخدم الأقفاص العائمة في أي عمق للماء رغم أن تكاليف ومشاكل المرسي تزيد بزيادة العمق، وعموما يجب وضع الأقفاص علي عمق كاف لتعظيم تبادل الماء، ولحفظ قاع الأقفاص خاليا من المواد. وقد يحدث تيار داخلي نتيجة حركة السمك للتغذية فتسحب الماء إلي داخل القفص، وإذا وصل قاع القفص إلي الأرض فإن ذلك يعيق تيار الماء بشدة. كما أن في الزراعة المكثفة علي الأقل تكون الفضلات تحت الأقفاص منطقة منزوعة الأوكسجين مركزة المواد السامة. وهذا يستوجب حفظ القفص بعيدا عن القاع الذي يحتوي رواسب بها كائنات حية دقيقة تسبب الأمراض ويساعد علي انتشارها كبريتيد الهيدروجين، كغاز سام يتلف الخياشيم كذلك في الماء العذب والمالح علي حد سواء، ولتجنب ذلك وغيره من المخاطر ينصح بارتفاع الأسماك عن الرواسب بمقدار 4 –5 م علي الأقل وهذا غير متوفر عمليا في الأحواض والأماكن الضحلة التي غالبا ما تزرع بالأقفاص. وفي الماء العذب يمكن اختيار الموقع ذي العمق المناسب بعمل مسح بسيط بأي من الأدوات والأجهزة كالفادن (ميزان الاستقامة) Plumb Line أو مقياس المسافة بالصدى Echo Sounder، أو الخرائط البحرية، مع عمل حساب الانحرافات السنوية في مستوي الماء.
5- القاع Substrate
يتباين تركيب قشرة القاع من الصخري إلي الطميي الناعم، وربما يكون له تأثير علي اختيار تركيب القفص. ففي الماء العذب حيث تستخدم عادة الأقفاص الثابتة، يكون صعباً أو مستحيلا دفع قوائم لأرضية صلبة صخرية، لذا تفضل الأقفاص العائمة. بينما في البحار فمن الأفضل اختيار أماكن أرضيتها صخرية، لأنها تشير الي وجود تيار جيد، مع انخفاض الخطورة من الفضلات، وقد تكون الأقفاص الراسية في هذا الموقع ذات مشاكل.
ثالثا: تسهيلات وادارة المكان Site facilities and management
1- الاحتياجات القانونية Legal requirements
 قد يسهل في بلد إقامة مزرعة سمكية، بينما يستحيل في بلد أخري التفكير في ذلك، وذلك راجع لاختلاف قوانين الزراعة المائية من بلد لآخر، فبعض البلاد تشترط استخراج تصاريح ودفع رسوم سنويا، أو الحصول علي رخص تحدد الموقع والنوع والحجم وغيره، وبعض البلاد تحدد مواقع معينة لتنمية مزارع وتنمية صناعة الزراعة المائية أن تبسط وتختصر الإجراءات القانونية اللازمة لإقامة المزارع السمكية.
٢- الموقع والخدمات والتسهيلات الشاطئية Situation، Services and Shore Facilities
المزارع الكبيرة المكثفة تتطلب إقامة مكتب ومخزن أعلاف ومعملا ومنزلا للمدير وخلافه قرب الأقفاص السمكية، فيجب اختيار مواقعها، وإمدادها بالخدمات كالماء العذب والكهرباء والتليفون والخدمة البريدية والنظافة والصرف الصحي والطرق والرعاية الطبية. والقرب من الأسواق ومصادر الغذاء تؤثر علي تكاليف الإنتاج والأربحية.
3- الامن Security
الأمن مشكلة لمزارعي أسماك الأقفاص في كثير من دول العالم، لأن أماكن الأقفاص أماكن عامة غالبا، وليس لها مداخل محددة ، فهي معرضة للهجوم لأنها مكشوفة للسرقة والتخريب، خاصة في المواقع القريبة من مراكز الكثافة السكانية ، ورغم اتخاذ إجراءات الأمن لحماية التركيبات، فإن أصحاب المزارع يفضلون إقامتها أينما يمكنهم ملاحظتها بانفسهم.
4- الادارة Management
وظيفة المدير هي مسئوليته عن السمك في المزارع من يوم وصوله إلي يوم تسويقه، ومسئوليته تحقيق أفضل إنتاج ممكن من هذا النظام المتبع، وهذا يتطلب دفع النمو وخفض الفقد عن طريق:
- تخزين السمك بكثافة مناسبة مع الموقع والنوع وطرق الرعاية.
- تغذية السمك بأسلوب مؤثر من حيث التكاليف.
- تحقيق أفضل إمكانيات الجودة الماء في الأقفاص.
- صيانة الأقفاص والمرسي والأدوات الإضافية.
- اختبار منتظم للقطيع الظهور علامات مرضية وإزالة النافق وعلاج المصاب.
فالإدارة مسئولة عن السمك (زريعة أو عند تسويقه)، وعن العمالة وأمنها، وعن الموقع بأدواته ومياهه، وذلك من خلال:
أ- الامداد بالزريعة والتخزين Seed Supply and Stocking
رغم أنه يمكن إنتاج زريعة البلطي المحضن لبيضة في فمه mouth brooding في الأقفاص الشبكية، فإن زريعة الأنواع المستزرعة الأخرى يجب إنتاجها في مفرخات أرضيه أو تصاد من بيئتها الطبيعية وتنقل إلي الأقفاص.
وعند نقل المبروك من المفرخات يجب تصويمة علي الأقل ٢٤- ٤٨ ساعة قبل النقل، لتنظيف أمعائها من الغذاء ولحفظ استهلاكها من الأوكسجين وعند نقل كميات كبيرة (عشرات الآلاف) فتصوم لمدد أطول. وتختبر الأسماك جيدا قبل نقلها لاستبعاد المجروح منها والضعيف وقد يجري كذلك معالجتها من الطفيليات الخارجية.
وتشكل عملية الصيد والتداول والنقل أنواع من الضغوط علي الأسماك وتؤدي إلي تلف طبيعي (إزالة القشور)، وتغييرات في كيمياء الدم، وزيادة استهلاك الأوكسجين، ومشاكل في التنظيم الأسموزي، وزيادة الحساسية للأمراض. وهناك أنواع صعب نقلها مثل المبروك الفضي، لذلك توضع بأقل عدد عند نقلها. وفي الأعداد القليلة (عدة آلاف) تنقل في أكياس بلاستيك ثلثها ماء والباقي مليء بالأوكسجين قبل لحامها، وتستعمل أكياس مزدوجة للأمان. وقد تستخدم صناديق معزولة للنقل، تسع حتي 3 آلاف لتر، وتنقل علي جرارات أو سيارات نقل. ويجب أن تكون التانكات حوافها مستديرة لتقليل تلف الأسماك، وتتصل عادة بجهاز تهوية أو أوكسجين. وهناك تانكات سعتها 10 آلاف لتر أو أكبر مجهزة بتبريد وتهوية. وفي روسيا هناك عربات قطارات معدلة خصيصا لنقل الزريعة. وهناك توصيات بكثافة السمك عند نقله في الجدول التالي:
ظروف نقل السمك مختلف الأنواع
وقد يتم نقل الزريعة في عنبر السفينة أو جسم القارب كما في جنوب شرق آسيا، كما تحمل الزريعة في أماكن الطعم الحي Live Bait المملوءة بالماء علي مراكب الصيد حول شواطئ الصيد لنقلها إلي مزارع الأسماك القفصية بهونج كونج. وفي النرويج طورت قوارب خاصة لنقل السمك الحي (كالبكلاه)، كما تستخدم في نقل الزريعة للأقفاص السمكية علي طول الشواطئ النرويجية. وفيها يملأ جسم القارب بالماء، ويوجد صمامات مثبتة تجاه مقدمة القارب ومؤخرته يمكن فتحها لثبات تدفق الماء في أثناء حركة القارب، ويضبط معدل التدفق ليناسب حركة السمك. إلا أن الطقس القارص يؤثر بشدة في نقل السمك بحريا مسببا ارتفاع نسبة النفوق. ورغم ذلك فقد يكون النقل بالقوارب أكثر انتشارا حيثما يتعذر الوصول للأقفاص بغير هذه الوسيلة كما في اسكتلندا.
وتزيد مشاكل النقل بارتفاع درجة الحرارة والملوحة ويفضل في البلدان الاستوائية نقل السمك ليلا، أو تعبئة الحاويات بالثلج والنشارة الناعمة بنسبة 1 : 1 . والنقل لمسافة طويلة تزيد معه خطورة بناء فضلات ميتابوليزمية كثاني أوكسيد الكربون والأمونيا، وزيادة عدد البكتريا لذلك طورت طرق النقل بعدة طرق منها:
1- خفض معدل التمثيل الغذائي، وبالتالي استهلاك الأوكسجين وإنتاج الفضلات، وذلك بخفض الإضاعة ودرجة الحرارة.
٢- امتصاص الأمونيا وثاني أكسيد الكربون ومراقبة النمو البكتيري من خلال إضافة الزيوليت الطبيعي Natural Zeolite ومنظم Bufferومضاد حيوي Antibiotic إلي وسيلة النقل.
وقبل نقل الزريعة للأقفاص يجب الحذر والحرص لضبط درجة الحرارة للسمك لتقارب البيئة الجديدة وهذه ليست مشكلة في القوارب بينما الأكياس يجب وضعها علي الأقفاص لاتزان درجات الحرارة قبل خروج السمك من الأكياس إلي الأقفاص. وفي المناطق الدافئة يتم النقل للأقفاص في المساء المتأخر أو الصباح الباكر. ويجب تقليل الإمساك بالأسماك. وإذا استخدمت التانكات الكبيرة، فتحرك وتجر الأقفاص إلي أقرب شاطئ مناسب وتنقل إليها مباشرة (من خلال صمام التدفق للخارج) السمك بالماء بواسطة أنابيب خاصة تركب علي الصمام. وقد تنقل الصناديق من علي القارب إلي القفص. وقد تنقل الأسماك باليد أو الشبك أو بالضخ (بعد تقليل حجم الماء)، وإذا استخدمت شباك للنقل فيجب أن تكون ناعمة وعديمة العقد لتقليل التلف. وقد تعد الأسماك بالعين أو باستخدام طاولة العد.
ولا ينصح بالتغذية المباشرة عقب نقل السمك إلي الأقفاص، وإن كان المربون لا ينتظرون بل يقذفون بالأكل للتأكد من جودة حالة اسماكهم الجديدة. وبعض الأسماك كأنواع البلطي تستشف سريعا من تداولها، ويمكن تقديم تغذية منتظمة لها بعد النقل بمدة 3- ٤ ساعات، بينما أنواع الأسماك الأكثر حساسية للضغوط ( كالسالمونات) يفضل تركها بدون اضطراب ١٢ - ٢٤ ساعة قبل تغذيتها.
وتتبع كيمياء الدم عقب النقل تشير إلي أن السمك يتطلب عدة أيام ليشفي من جراحه. وخلال هذه المدة يحدث النفوق، لذا يجب تحديد مسئولية هذا الفقد وعلي من تقع إما علي الممول للزريعة أو علي متلقي الزريعة.
وعند تخزين السمك في الأقفاص يتم بطريقتين:
1- إما أن يخزن العدد المطلوب للإنتاج لوحدة المساحة أو الحجم، مع عمل حساب نسبة النفوق.
٢- الأغلب تخزين السمك بعدد كبير لينمو ثم يفرد في أقفاص أخري. إلا أن كثافة التخزين تؤثر علي النمو وحدوث جروح ونفوق.
ب- الاغذية والتغذية Feeds and Feeding
في الزراعة السمكية في أقفاص غير المكثفة يستخدم غذاء طبيعي، بينما في الإنتاج المكثف ونصف المكثف تدخل التغذية كأهم مكون في تكاليف الزراعة السمكية، إذ يبلغ 40-60 ٪ في المزارع المكثفة، ويتوقف الإنتاج والأربحية علي جودة العلف وطريقة استخدامه.
وأنواع الأغذية للسمك أساسا نوعان، إما للإنتاج المكثف أو للإنتاج نصف المكثف. والأغذية نصف المكثفة نسبيا منخفضة البروتين وتكون من مصادر محلية متوفرة بأسعار منخفضة. فالأسماك في الإنتاج شبة المكثف هذا تتغذي طبيعيا علي غذاء غني بالبروتين، لذلك فالإضافات الغذائية تكون غنية بالكربوهيدرات والدهون لتجعل بروتين الغذاء الطبيعي للنمو بدل استخدامه كمصدر للطاقة. وهذا النظام يوافق الأنواع السمكية أكلة الأعشاب والهوائم والفتات والكانسة. وهي توافق أساسا أنواع الماء العذب، وتنشر في البلاد الاستوائية وشبة الاستوائية ويستخدم فيها عديد من أنواع الأعلاف منفردة أو مختلطة ويجب الحذر من احتواء بعض هذه الأعلاف علي مواد طبيعية غير غذائية أو مضادات غذائية Antinutrients فتؤثر على السمك.
والأغذية المكثفة تستخدم أساساً في الأنواع أكلة اللحوم، وإن ربيت أنواع كانسه /آكلة أعشاب كالبلطي علي هذه الطريقة أحياناً عند فقر الماء في مصادرة الطبيعية الغذائية. وفي التغذية المكثفة يجب إمداد السمك بكل احتياجاته الغذائية، بالكميات والنوعيات الصحيحة من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات. ومن هذه الأغذية مخلفات المجازر والسمك النيئ، تلي ذلك تكوين أول عليقة في أواسط الخمسينات في أمريكا للسالمونات، ثم في الستينيات ظهرت العلائق الجافة وتطورت الآن لتزايد فهم الاحتياجات الغذائية وتحسين تكنولوجيا علف السمك . فيوجد الآن عدة أعلاف مركزة مختلفة. رغم أن مازال السمك الطازج أو المجمد، سواء كان مفروما أو مقطعا ، هو الغذاء الأساسي لعديد من صناعات زراعة أسماك الأقفاص الهامة مثل أسماك الذيل الأصفر وشلبه البحر في اليابان ، ورأس الثعبان والفرخ في تايلاند، والسالمون في النرويج . وهناك أسباب لاستمرار هذا الغذاء في بعض البلدان، ومنها عوامل ومشاكل اقتصادية في تكوين العلائق وحفظ العلف وتوزيعه.
وهناك بعض المشاكل تكمن في أن مخلفات السمك من بعض الأنواع المتوفرة كالسردين والماكريل محتواها الدهني عال عن احتياجات الأنواع المستزرعة، وبعضها يحتوي تركيز عال من إنزيم الثياميناز Thiaminase والذي إذا لم يعامل حراريا فيؤدي إلي أعراض نقص الثيامين، كما يختلف التركيب الكيميائي لمخلفات الأسماك باختلاف فصول السنة. كما أن مخلفات الأسماك عادة ما تكون غنية بالماء فيصعب نقلها، إلا للمزارع القريبة من المصايد أو المصانع. كما يتخلف عن التغذية علي مخلفات السمك الكثير الذي يؤثر علي جودة الماء. كما أن الأغذية الخام تعمل كمصدر للعدوي البكتيرية.
وقد تعد علائق من لحم مفروم أو مسيلج بعد خلطه مع مساحيق رابطة تحتوي علي مسحوق السمك والدقيق والفيتامينات والكربوكسي ميثيل سليلوز ومواد ملونة مثل أحمر كاروفيل Carophyll Red أو مسحوق جمبري. وإذا استخدم السمك الأبيض فيجب إضافة زيت السمك كذلك لتوفير البروتين من استخدامه كمصدر للطاقة ، ويغذي علي العجين الناتج بشكل رطب في هيئة كور أو يضغط للأحجام المتطلبة. وبسبب الاختلافات الموسمية في الجودة، ومشاكل النقل، والمشاكل المرتبطة بالتلوث، فلم يعد يستعمل الغذاء الرطب في كثير من دول العالم إلا حيثما توفرت مخلفات السمك رخيصة أو ترفض الأسماك (الذيل الأصفر ، فرخ البحر الأحمر) التغذية علي العلائق الجافة، أو لعدم وفرة العلائق الجافة في بعض المناطق. والغذاء الرطب يتكلف أكثر في النقل والتخزين.
ومن مزايا العلائق الجافة علي علائق مخلفات السمك أو الرطبة، أنها أقل تلويثاً لثباتها أكثر في الماء، تؤكل أكثر بواسطة معظم الأنواع المستزرعة، أكثر هضما، أقل احتواء علي المضادات الغذائية Antinutrients للطرق التصنيعية المتبعة علي المستوي التجاري، كما أن التجفيف لا يشكل زيادة كبيرة في تكاليف العليقة (1-3 ٪). وهناك طرق عديدة لإعداد العلائق الجافة، أبسطها الإعداد بالبثق الرطب Wet extruded لمخاليط العلف التجارية ثم تجفيفها، أما علي المستوي التجاري فتتوفر عمليات أعقد وتؤدي إلي نتائج افضل وجودة متجانسة للعلف.
فتعامل المكونات الغذائية أولاً لتحسين تداولها وتحبيبها، وزيادة قيمتها الغذائية، ولتحطيم المضادات الغذائية التي قد تتواجد، ثم تطحن هذه المواد وتخلط قبل تحبيبها. معظم العلائق الراسبة Sinking Diets تطرد باستخدام بخار منخفض الضغط، بينما الطرد مع بخار عالي الضغط قبل التحبيب ينتج علائق منخفضة الكثافة أي طافية Floating والمحببات الطافية تمكن من ملاحظة السمك (بواسطة المربين) وحالته الصحية وإقباله علي الأكل، كما أنها أكثر ثباتا في الماء.
وتفضل المحببات الراسية للأنواع السمكية التي تعتمد علي وسائل اللمس لتعيين موقع غذائها (كالحفش) والأنواع المحبوسة في أقفاص في القاع (كالطربو أو الترس turbot)، وعن استخدام المحببات الطافية أو الراسية في تغذية أسماك الأقفاص، مازال الأمر غير محسوم، وإن كان مراقبة فقد العلف الطافي أسهل منها للعلف الراسي. كما أن الغذاء الطافي في الأقفاص الصغيرة أفضل للبلطي وإن كان يفضل العلف الراسي للترس المربي في أقفاص فلا تظهر اختلافات كبيرة في أحجام السمك، إذ تجد كل الأسماك غذاءها حتي الأسماك تحت السطحية الأقل تواجداً. وإن كانت وفرة الشق الكربوهيدراتي في الأعلاف الطافية المحببة بالبخار تزداد للحد الذي قد يؤثر علي وظائف الكبد علي الأقل في التراوت. وعلي أي الحالات فكثافة العلف يحددها نوع السمك، وكثافة تخزينه، وحجم القفص.
ولا ينصح بترك أجولة العلف علي مشايات الأقفاص، فتعرض للطيور التي تنقل الأمراض، وتقوم الطيور كذلك بسكب العلف من الأجولة. والأفضل توفير أماكن لتخزين العلف، تراعي فيها ثبات جودة العلف، بالتحكم في الرطوبة والحرارة والحشرات والقوارض والفطريات والقذارة والملوثات الأخرى، والتي تتلف العلف، وتجعله غير مقبول، ويفقد قيمته الغذائية، بل قد يصير ساما للسمك. وبالنسبة للسمك ومخلفاته المستخدمة في تغذية السمك فقد تكون مجمدة أو طازجة، ويجب اختبار طزاجتها قبل تخزينها، لأن السمك سريع التلف. ويكتفي باختبار المظهر والرائحة للحكم علي جودته. وعند تخزينه يجب خفض الحرارة لبقائه صالحا للاستخدام مع عدم أكسدة دهونه، وكلما زادت فترة التخزين كلما انخفضت درجة حرارة المخازن، ولذلك فحفظ السمك ومخلفاته بالتبريد مكلف (لأسعار التجميد) لذلك يفضل حفظة كسيلاج، وهي وسيلة أرخص من التجميد، كما أن السيلاج مقبول جدا للسمك كغذاء رطب.
وهناك عدة طرق للسيلجة ، وأكثرها انتشارا هي باستخدام الحام . وللسيلجة تقطع الأسماك أو مخلفاتها، ثم تخلط مع 1.5 ٪ من حمض الكبريتيك و1.5 ٪ من مخلوط أحماض الفورميك والبروبيونيك، وذلك لخفض Ph السمك لأقل من 4 ، ويضاف كذلك في هذه المرحلة أحد مضادات الأكسدة مثل الأثوكسيكوين Ethoxyquin بمعدل 250 جزء في المليون. ويمكن استخدام السيلاج في الحال، أو يخزن في أوان بلاستيك أو تانكات سيلاج لحفظه عدة شهور. وفي أثناء التخزين يفقد الحمض الأميني تربتوفان، لذلك يستخدم مادة رابطة عالية التركيز من التربتوفان. ويخلط السيلاج مع مسحوق رابط يحتوي بروتين وفيتامينات ومادة ربط لتكوين محببات رطبة ثابتة في الماء صالحة للاستخدام حتي 3 أيام حسب ظروف التخزين ، ونسبة السيلاج للمسحوق الرابط 60 : 40 أو 50 : 50 ويعيب التخزين بالقرب من الماء لمدة من الزمن أن تتجمع الرطوبة، ويتكتل العلف، مؤديا لمشاكل تفكك المحببات، والغزو الميكروبي لذا لا ينصح بإطالة فترة تخزين كميات كبيرة من العلف الجاف.
فالعلف الجاف المعبأ يحفظ في أماكن نظيفة، جافة، بعيدا عن المبيدات، والأدوية، والمواد البترولية، والمواد المحتوية علي عناصر ثقيلة كالدهانات. وكل من الحرارة والرطوبة له عظيم الأثر علي معدلات التغييرات الكيماوية الحادثة وعلي نمو الفطريات والحشرات. فالرطوبة المرتفعة تؤدي إلي سرعة تلف فيتامين (ج)، وارتفاع كل من الرطوبة والحرارة معا يزيدا من إنتاج البيروكسيدات والتي تهدم فيتامين (هـ) والفيتامينات الذائبة في الدهون الأخرى.
وفي معظم مزارع الأقفاص المكثفة وشبه المكثفة يتم تغذية السمك علي مدار العام، فيما خلا أوقات الطقس القارص، ففي الجو شديد البرودة أو شديد الحرارة لا تتغذي (أو لا يجب أن تتغذي) الأسماك. وفي الاتحاد السوفيتي (سابقا) حيث تشتد البرودة شتاء فيعيش المبروك العادي تحت سطح الجليد ولا يتغذي حتي الربيع عند ذوبان الجليد وتركه للأقفاص، بينما في غرب أوربا تقف تغذية السالمون الأطلنطي مؤقتا إذا ارتفعت درجة الحرارة عن ١٨ م. وفي اليابان أحيانا يخفض مستوي اقفاص الذيل الاصفر تحت سطح البحر خلال الاعاصير، بينما تتاقلم بعض الاقفاص لذلك تستمر تغذيتها.
وتقدم الأغذية عادة باليد في حالة المزارع الصغيرة ، علي أن تذاب الأغذية المجمدة (فضلات السمك ) أولا علي حرارة الغرفة أو بدفع الماء عليها ، وتقطيعها أو فرمها إذا لزم الأمر. فتحمل إلي الأقفاص في جرادل وتنثر علي السطح بجاروف. وقد توضع بلوكات السمك المجمد (مفروم السمك وبقايا الجمبري) علي سطح الماء لتستهلك الأسماك ما يفكك منها أولا بأول، وإلي أن تذاب تكون استهلكت في نفس الوقت (عدة ساعات).
وقد تعمل كورمن العلف الرطب للمزارع شبه المكثفة للبلطي، بوضعها علي قمة شبكة القفص وتخفض برفق الشبكة إلي الماء. والتغذية اليدوية توضح للمزارع كيف أن أسماكه جوعانة وبالتالي يضبط كميات العلف المستهلكة، كما يمكنه تتبع الحالة الصحية للقطيع، حيث إن الأسماك المريضة عادة ما تتوقف عن التغذية. إلا أن التغذية اليدوية لا تصلح للإنتاج المكثف (لزيادة الحاجة للعمالة) علي المستوي الكبير ، كما قد تؤدي التغذية اليدوية إلي الدفع الغذائي وما ينتج عنه من قلة معدل التحويل الغذائي وزيادة الفضلات ونقص الأربحية.
وقد انتشرت الغذايات الميكانيكية (لتحل محل التغذية اليدوية) في معظم المزارع المكثفة الكبيرة، لأسباب اقتصادية العمالة وهذه الغذايات منها ما يعمل حسب الطلب Demand feeders ومنها ما يعمل ذاتيا Automatic feeders ، والأولي أقل تكلفة وتمد السمك بالغذاء كلما تطلب علي مدار اليوم ، وتحقق الغذايات حسب الطلب محصول سمك متجانس الحجم، ذي معدل تحويل غذائي أفضل، وإنتاج أعلي، وتحسين خواص الماء، وأقل مشاكل مرضية عن النظام الذاتي. البلطي والمبروك (إما معدته غير متطورة أو ليس له معدة مطلقا ) تتطلب وجبات متكررة وصغيرة، بينما الأنواع أكلة اللحوم معدتها متطورة ويمكنها تخزين الغذاء ، لذا تأكل كل 6 - ٨ ساعات . ويتحكم الهيبوثالامس في الشهية للأكل نتيجة استجابته لمستقبلات ممتدة في جدر المعدة أو مقدم الأمعاء ، وربما كذلك استجابته لمستوي سكر الدم . لذلك تقل الشهية والتغذية عند امتلاء المعدة أو الطرف الأمامي للأمعاء بالأكل وتعود الشهية للأكل بمروره إلي الأمعاء أو الطرف الخلفي للأمعاء، والغذايات الذاتية تقدم كميات مضبوطة من الغذاء في أوقات محددة سبق تحديدها بمعرفة المنتج نفسة ، وهي تصلح إما للغذاء المحبب الجاف أو للمحببات الرطبة. وتعمل هذه الغذايات إما بالبطارية ، أو بالكهرباء ، أو بالماء المضغوط ، أو بالهواء المضغوط . وتزود هذه الغذايات بخلية ضوئية للتأكد من عملها في ضوء النهار فقط. ومن الغذايات الذاتية مايغير من فترات التغذية وكمياتها حسب درجات الحرارة والأمواج والتيارات ، أو يوقف التغذية في الظروف غير المواتية ، وذلك لاحتوائها علي كومبيوترات صغيرة . وتقوم الغذايات الميكانيكية بنثر حتي 1500 كجم علف / ساعة علي مساحات تصل أقطارها إلى ١3 م . ورغم دقتها إلا أنها لا تراعي صحة الأسماك. وشهيتها ، علاوة علي ارتفاع أسعارها وتكاليف تشغيلها.
ج- الادارة الروتينية Routine management
1- تتبع جودة المياه:
وذلك للأسباب التالية:
أ- تجنب الفقد الحادث نتيجة التغيرات المميتة في جودة الماء.
ب- لتقييم موقع وهيئة الأقفاص داخل الماء.
ج- لحفظ معدل تخزين وتغذية مثالي.
د- للمساعدة في تقييم قطعان الأقفاص تحت الضغوط، لتجنب ما يمكن أن يزيد الضغوط علي السمك ( كالتدريج).
هـ- لجمع معلومات عن التغييرات طويلة الأجل في جودة الماء، لتقييم أي تغييرات مقترحة في الانتاج.
وأهم البيانات الواجب جمعها هي الأوكسجين الذائب ودرجة الحرارة وذلك بشكل يومي عند ارتفاعهما وانخفاضهما (اي في الفجر وفي منتصف النهار في ظروف هادئة)، وذلك داخل وخارج الأقفاص، وعند سطح وقاع الاقفاص (وقد يجري التقدير من منتصف القفص للتسهيل بدلا من السطح والقاع).
كما ينبغي اجراء تقديرات منتظمة للازوت (امونيا، نيترات، نيترت)، والفوسفور الذائب، Ph ، قرص سشيSecchi disc ، مستوي الكلورفيل ، وذلك لإعطاء المزارع صورة أكثر كمالا عما يحدث في بيئة القفص وتساعده في الكشف عن المستويات الخطرة من السموم (أمونيا ، نيتريت) والتي تؤثر في عملية زراعة السمك، وتكشف عن اثر الزراعة على عشائر الطحالب (مستويات الكلوروفيل، وقرص سشي). وهذه أكثر أهمية في أوقات الحر والهدوء. وإذا كان القياس بقرص الشفافية ، Ph سهلا، فهناك كذلك محاليل وأوراق دليل سابقة التجهيز تمكن من باقي التقديرات بسهولة دون الحاجة للطرق الدقيقة الكيماوية المعملية والتي تتطلب أجهزة خاصة بجانب الكيماويات، ومتابعة حالة الماء من الأهمية بمكان في أقفاص السمك المكثفة، والتي تؤدي إلي محصول عال بالنسبة لحجم وطبيعة المكان.
٢– رعاية السمك وإدارته:
تؤخذ عينات بصفة دورية من السمك لوزنها لتتبع حالة النمو في القطيع، لأخذ القرارات الإدارية مثل تحديد سياسات التخزين والتغذية ووقت الحصاد.
وترفع الشبكة قبل أخذ العينة، لتركيز السمك في حجم قليل من الماء فيسهل صيد عينة ممثلة القطيع القفص لأن السمك الذي يكون عند السطح ربما يكون أكبر من الأحجام السائدة. وتجمع العينة بشبكة غطس، لعدها ثم نقلها إلي جردل ووزنها، لحساب متوسط الأوزان.
بنمو السمك يزداد حجمة وبالتالي كثافة تخزينه في القفص، إلا إذا كان معمول حساب متوسط الأوزان عند الحصاد بداية من التخزين. وفي حالة زيادة كثافة التخزين، تقسم الأسماك من وقت لآخر علي أقفاص أخري لحفظ ظروف النمو مثالية ، ولتقليل أخطار الأمراض ، وتكرار هذا الخف يتوقف علي قرار المزارع للاستفادة من الأقفاص المتاحة ، وعلي التكاليف النسبية والفوائد المتحصل عليها من إزعاج قطيعه، لأن عملية تحريك السمك فيها ضغوط علي السمك ، وقد ينتج عنها وقف التغذية والنمو أو حتي نفوق بشدة خاصة في الظروف الجوية غير المواتية . وفي أثناء عملية الخف هذه يستحسن تدريج السمك ، لأن معدل التغذية اليومية يتوقف علي متوسط وزن الجسم ، فيفضل تجانس الأسماك في القفص الواحد في أوزانها ، وذلك لإنتاج أسماك قياسية الحجم.
وهناك طرق للتدريج أهمها بالعين المجردة ، وإن كان في الزراعة المكثفة تستخدم الماكينات ، ومنها ماكينات التدريج الذاتية Automatic graderS . ومعظم الماكينات مصممة للتعامل مع السمك أوزان 50 - 500 جم، ويمكن ضبطها لفرز 4–5 أحجام مختلفة. وتنقل الأسماك من الأقفاص لماكينات التدريج، ومن عملية التدريج إلي أماكنها الجديدة باستخدام مضخة السمك الحي وأنابيب. ويجري تتبع الأمراض بانتظام، من خلال ملاحظة السمك وسلوكه في الأكل تحت الظروف الطبيعية دون اضطراب، وإذا شك في أي سلوك فيجب أخذ عينه من القفص لفحصها من حيث تغييرات في المظهر العام (تشوهات العمود الفقري) ، والجلد (لون ، وجود أضرار lesions مختلفة ، طفح rashes ، بقع Spots أو تكتل Lumps ، مخاط بشدة)، العيون ( بروز العيون bulging، عتامة العدسات Cloudy lens) ، الزعانف والذيل (تأكل erosion) ، وكلها علامات أحيانا ما تكون إشارات خطاً للأمراض. ورغم انتشار الأمراض، فإن بعض حالات النفوق دائما تحدث في مزارع السمك بدون توضيح لأسبابها. وعموما أي سمك يموت يجب إبعاده فورا لأنه ربما يكون مصدرا لعدوي أخري كما أنه يجذب المفترسات. ولاتزال الأسماك الطافية فقط بل كذلك علي الأقل مرة كل أسبوع ترفع الشباك لإزالة الأسماك الميتة علي قاع القفص، وإن كان رفع الشباك مستهلكا للوقت ويسبب ضغوطا علي الأسماك وربما يؤذيها. فتسجيل الوفيات أساسي في التحذير من الإصابة بالمرض أو انتشاره ، ويساعد علي اعطاء معلومات قيمة للمزارع عن تقدم القطيع واستراتيجيات الإدارة ( كثافة التخزين ، معدل التغذية وغيره ) ، وهي أساسية كذلك لطلب التأمين أو الضمان. والسمك النافق يجمع ويدفن في جير خاصة إذا شك في انتشار مرض. وإزالة السمك الميت ليس فقط احتياط ضد انتشار المرض، بل كذلك يخفض من فضلات الفوسفور والنيتروجين. وتطهر كل الأدوات المستخدمة في نقل الأسماك الميتة والمريضة.
وقبل حصاد السمك يصوم يوما أو يومين لتفريغ الأمعاء وتحسين اللحم، حيث إن امتلاء الأمعاء بالغذاء والبكتريا تسرع من انحلال وتلوث لحم السمك عند تجهيزه. والصيد قد تجر tow الشباك أو ترفع الشباك ميكانيكيا، وتجذب الشباك لأعلي لتركيز السمك في حيز صغير من الماء ويصاد السمك بشباك غطس dip rets وقد تستخدم روافع Hoists علي أرصفة ومشايات الأقفاص أو علي قوارب، وتستخدم لعمل شباك غطس كبيرة. وإذا لم توجد مشايات للأقفاص فتصاد الأسماك باليد من قارب. وفي بعض الأقفاص قد تدور وترفع من الماء ويتكوم السمك في أحد الأركان.
ويجب أن تعامل الأسماك في هذه المرحلة برفق ، لأن أي ضغوط ربما تؤدي إلي بناء ATP في العضلات ، مما يقلل وقت صلاحية السمك ، و يسرع من تلفة، ويظهر الجلد بمنظر قبيح ملطخ ، وتظهر كدمات في لحم السمك مما يسرع من إتلاف جودته. وقد ينقل السمك حيا إلي الأسواق و تجار الجملة والمطاعم لارتفاع أسعاره، أو يقتل بوضعة في أوان حتي يختنق asphyxiate وفي هذه الطريقة يزداد محتوي العضلات من حمض اللاكتيك مما يسرع من عمليات الفساد. وهناك عدد من ألات قتل السمك الكهربية ، بعضها يمكنه التعامل مع حتي 500 كجم في نفس الوقت. والأسماك الكبيرة القيمة عادة تقتل فرديا بالطرق علي الرأس أو بالإدماء والإدماء أفضل، إذ يطيل مدة صلاحية السمك، ويحسن من مظهر وطعم السمك ، ومن يعارض الذبح يدعي أن السمك يفقد ٢ ٪ من وزنه ، وأنها عملية غير إنسانية لحد ما علاوة علي بطئها . ويحدث الإدماء بسكين خلف الخياشيم لقطع الأوعية الدموية، ثم توضع الأسماك في تانكات ذات ماء جاري بارد أو مثلج. وتترك لتدمي عدة دقائق، وقد تخدّر الأسماك قبل ذبحها بالضرب علي الرأس أو بحفظها في تانكات ذات ماء غني بثاني أوكسيد الكربون لمدة قصيرة.
وتشحن الأسماك المصادة بسرعة قدر الإمكان لضمان طزاجتها عند وصولها للمستهلك. وقد ترص الأسماك ببساطة وبينها طبقات ثلج في صناديق معزولة ، وأحيانا تجوف الأسماك وتنظف في المزرعة قبل شحنها ، في مزارع أخري قد تدخن الأسماك أو تجفف أو تجمد قبل شحنها للاستهلاك.
3- صيانة الأقفاص والعدد:
بغض النظر للتلف الحادث بسبب العواصف والمفترسات والمواد المتراكمة والأبحار والسرقة والتخريب ، فان كل المواد المستخدمة في بناء وتركيب الأقفاص لها عمر محدد. لذا يجب اختبار الأقفاص والشباك والمرسي وذلك علي فترات لوجود أي علامات تلف أو تمزيق أو قطع ، لإصلاحها أو تغييرها إذا لزم الأمر، لأن الإهمال يضع القفص والقطيع في خطر، كما أن حياة الإنسان نفسها تكون مهددة لهذا الإهمال.
ويجب اختبار مدي سلامة الشبك في أثناء تنظيفها، ومن حين لأخر باستخدام القوارب أو مشايات القفص أو بالغطس، أما شباك المفترسات فترفع لاختبارها. التمزقات البسيطة يمكن شبكها، بينما التلف الأكبر يستلزم تغيير الشباك لإصلاحها علي الشاطئ، ويفضل وجود شخص في المزرعة يجيد عمليات علاج وإصلاح الشباك . وتراعي مناسبة حجم فتحات الشباك مع حجم السمك فاذا كانت ضيقة تعوق التبادل ، وإذا كانت متسعة تلوكها الأسماك . وتختلف المدة اللازمة لتغيير الشبكة من كل أسبوع إلي كل عام، حسب الموقع، والمادة المستعملة فيها، فصل السنة ، الإدارة ، تصميم القفص .
ويتم تغيير شبكة القفص بفكها من ركنين متقاربين ، وتسحب الجانب الحر تجاه الجانب المقابل، فيتجمع السمك في جزء بسيط قرب السطح، بشبك أحد جوانب الشبكة الجديدة إلي الركنين الحرين، وتسحب أسفل الشبكة القديمة، يسقط السمك برفق من الشبكة القديمة للجديدة قبل إزالة الشبكة القديمة للنظافة أو الإصلاح. ويتطلب تغيير الشبكة من ٢٠ دقيقة إلي ساعتين، حسب ثقلها (أي درجة تلوثها وقذارتها) ، وحجم وتصميم القفص ، والطقس.
ولتنظيف الشباك الملوثة، تقلب الاقفاص، لخروج الجزء القذر أعلي الماء و تعرض للهواء، فتتركها الكائنات وتجف وتموت ، وهذا قد يتطلب حوالي أسبوع ، وقد يساعد المزارع في إزالة الأجزاء المقشرة بفرشة خشنة و قد تكوم الشبكة القذرة وتغطي بمشمع أسود حتي تتلف الكائنات قبل تنظيفها. ويفضل البعض نقع الشبكة لجعل الأسماك النجمية والمفترسات الأخرى تزيل المحار اللاصق. وفي معظم مزارع الأقفاص عادة تعلق الشبكة أو تلقي لتجفيفها عدة أيام ، فيسهل تنظيفها ، وقد تستخدم الفرش الشعر الخشنة أو العصي أو الخراطيم عالية الضغط للتخلص من المواد اللاصقة ، وإذا استخدمت الطريقة الأخيرة (خراطيم عالية الضغط) فتكون علي أرض خرسانة مائلة حتي يصرف الماء و الملوثات.
وقد استخدم قديما عدد من طرق التنظيف الكيماوية ، كالنقع ٢-3 أيام في محلول 3٪ حمض فورميك مع ٩٪ كبريتات نحاس ، أو 3 ساعات في محلول هيبوكلوريت صوديوم. وهذا يسهل إزالة المحار بعد ذلك بخرطوم عالي الضغط. ولم تعد تستخدم الطرق الكيماوية لأسباب اقتصادية ولخوف المزارعين من تأثير الكيماويات علي السمك، ويجب الحذر من معالجة الشباك الصناعية الحديثة، لأنها غالية وسهلة التلف خاصة عند تنظيفها. وعموما فإن الشباك غير المستعملة يجب تخزينها بعناية تحت ظروف نظيفة وجافة. وعادة تباع شباك الأقفاص معاملة بمواد مانعة للقذر، لذا عند شرائها يتأكد إذا ما كانت معاملة ، والا يسأل عن أي المركبات ممكن استخدامها لمعالجة شباكه (بالنقع في محاليلها ٢٤ ساعة علي الأقل) قبل تخزين السمك فيها. وإذا رغب في إعادة معاملة شباك قديمة بموانع القذر antifouling ، فيجب اتباع إرشادات المنتج لأخذ الاحتياطات اللازمة قبل إعادة استخدام الشباك. و تفحص المراسي Moorings بانتظام، خاصة عقب الأعاصير.
ويشترط في أسماك الأقفاص أن تكون سريعة النمو، ويمكنها التغذية الصناعية، وسهلة التأقلم علي ظروف الاستزراع ، مقاومة للأمراض ، زريعتها متوافرة ، ذات قيمة اقتصادية . ومن هذه الأسماك البلطي بأنواعه والمبروك والقراميط والبوري والقاروص. توزن الأسماك كل أسبوعين لتعديل برنامج التغذية الصناعية (وقد يكتفي بالتغذية الطبيعة بتسميد المياه بغزارة)
وتحسب الوجبات اليومية للزراعة في أقفاص عائمة ككميه علف تتطلبها الأسماك لأفضل نمو، أي لأقصي نمو بأقل تكاليف. وغالبا ما يعبر عنها كنسبة مئوية من وزن الجسم في اليوم. فالسمك الصغير يتطلب علفا أكثر من السمك الكبير:
زريعة ( أقل من 1.5 سم ):                     حوالي ۸ - ۱۰ ٪
إصبعيات مبكرة (1.5- 3 سم ):               حوالي 6 - ۸ ٪
إصبعيات متأخرة (3- 5 سم ):                 حوالي 5-6 ٪
مرحلة ما قبل البلوغ المبكرة (5-10سم):     حوالي 4-5 ٪
مرحلة ما قبل البلوغ المتأخرة (10-۲۰سم): حوالي 3.5-4%
مرحلة البلوغ ( أكبر من ٢٠ سم ):           حوالي ۳-3.5 ٪
و كلما كان الماء عميقا زاد السمك طولا ووزنا، وينبغي آلا يقل عمق الماء عن 75 سم. وتغطية القفص قد توفر الظل الذي يخفض نمو الطحالب ويشجع علي التغذية الصناعية. وتختلف كثافة تخزين السمك حسب نوعه، فالبلطي يمكن تخزين بمعدل 200-500 سمكة / م3 والوزن الاولى للتخزين الامثل 24 كجم/ م3 يحقق افضل نتائج، وحجم التخزين لاصبعيات وزنها 9-55 جم تصل لوزن التسويق 200 جم في 4-6 شهور. وتحقق التغذية الصناعية انتاجا سنويا 36-93 كجم/ م3، واذا استخدم سمك كلة ذكور فانه يحصد 3 مرات/ سنة بإنتاج سنوي 200 كجم/ م3. وقد تخزن الزريعة في الاقفاص بكثافة عالية ثم تفرد باستمرار في اقفاص اخرى حتى تصل الى 100 كجم/ م3.
وتستخدم في اقفاص البلطي شباك نيلون او شباك بولي ايثيلين ذات احجام فتحات مختلفة كالتالي:
وتصمم اقفاص اسماك البلطي بابعاد 2 × 3 × 2.5 م حتى 50 × 25 × 5 م، ويتم تخزينها بمعدل 1.6 -50 سمكة/ م3، باحجام 1-21جم، لمدة 3-10 شهور، لتحصد في احجام 70-2112 جم، وقد يضاف اليه كغذاء مختلف الاعلاف (رجيع ارز، دقيق قمح، جمبري، مسحوق سمك، مسحوق جمبري، علف كتاكيت تسمين)، وقد لا يضاف اليها غذاء صناعي، ويصل انتاج الاقفاص من البلطي في الفلبين من هذه الطرق المختلفة (معدل تخزين، حجم الاقفاص، حجم الزريعة، مدة النمو، حجم التسويق، نوع التغذية) ما بين 0.05-20.3 كجم / م3 / شهر.
وافضل تغذية للبطلي في الاقفاص عليقة من رجيع الارز (77%) ومسحوق المسك (23%)، و قد يستخدم روث الخنازير، وزرق الدواجن، ومسحوق لب جوز الهند، ومخلفات المطابخ، ومخلفات التصنيع الزراعي، وتتم التغذية بمعدل 3-5% من وزن الجسم يوميا، وحسب حجم المسك، وقد تنثر الغذاء على السطح الماء، ويرطب لعمل كور تقدم للتغذية عدة مرات في اليوم. وفقراء المزارعين لا يغذون اسماكهم الا حيننا تتوفر الاغذية بظروفها.
والقفص 7× 7 ×2.5 م بعمق فعلى 2م المخزن باصبعيات البلطي (20-30 جم) بمعدل 4-5 الاف اصبعية في القفص والمغذاة 3 مرات يوميا لمدة 4-6 شهور ينتج 3.4-5.4 طن من محصولين سنويا. بينما المبروك (50-100 جم) يخزن بمعدل 50-150 سمكة/ م3 منتجا 150-200 كجم / م3 / سنة في اقفاص عائمة او مثبته، الاولى سعرها معتدل ومتحررة من تقلبات مستوى الماء لكنها عرضة  للتيارات القوية والامواج والرياح، بينما الاقفاص المثبتة مقاومة للأمواج والتيارات، الا انها مرتفعة السعر وتتأثر بالتقلبات في مستوى المياه.
وعند تخزين القراميط (25-40 جم) بمعدل 250-350 سمكة / م3 كان المحصول كذلك في حدود 150-200 كجم/ م3/ سنة في المتوسط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أسماك الزيبرا دانيو وطرق تفريخها

                           أسماك الزيبرا دانيو وطرق تفريخها أسماك الزيبرا من الأسماك الصغيرة الحجم سهلة التربية والتى لا تحتاج الى ...

المشاركات الشائعة